top of page
a9c42618-21e9-5375-af9c-7d025a986df2.jpg

مركز نصر للدراسات و الأبحاث

كتب تربوية

المستخلص في تزكية الانفس

المستخلص في تزكية الانفس

إن تزكية القلوب والنفوس إنما تكون بالعبادات ونوع من الأعمال، إذ أدى ذلك على كماله وتمامه، فعندئذ يتحقق القلب بالتوحيد، والإخلاص، والصبر والشكر والخوف، والرجاء، والحلم، والصدق مع الله، والمحبة له، ويتخلى عما يقابل ذلك من رياء، وعجب وغرور، وغضب للنفس، أو للشيطان، وبذلك تصبح النفس مزكاة فتظهر ثرات ذلك في ضبط الجوارح على أمر الله في العلاقة مع الأسرة والجوار والمجتمع والناس. والذي يحدث أن تزكية الأنفس يصيبها الضعف في الجيل بعد الجيل مما يقتضي تجديداً مستمراً لها، فكما أنه في كل يوم توجد في هذه الأمة أنفس جديدة، فالتزكية ينبغي أن تطال هذه الأنفس، ولعل ضعف التزكية في عصرنا كان أكثر منه في أي عصر مضى، فاقتضى ذلك كلاماً خاصاً في التزكية جرى في صفحات هذا الكتاب الذي انصب كلام المؤلف فيه على وسائل التزكية وكيف تؤدى على الوجه الأكمل، وعلى مقامات القلوب وأمراضها وأخلاقها الصالحة، وعلى أدب العلاقات، وكل ذلك مرتبط ارتباطاً مباشراً بتزكية الأنفس. وقد اختار المؤلف استخلاص أكثر هذه المعاني من كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام محمد الغزالي وذلك لأسباب: 1-أن الغزالي واجه في عصره من الضعف في الحياة الروحية ما يواجهه المسلمون اليوم؛ فالداء واحد وقد وصف الغزالي الدواء فأجاد. 2-أنه قد استوعب في الموضوعات التي طرقها ما ذكره السابقون عليه، فوجد في كتابه ما لم يوجد في غيره. 3-لقد اجتمع للغزالي في إحيائه عقل وبيان، وهو فطنة التحقق بكل ما اعتقد وكتب، ولهذا كان لكلامه صولة في الأنفس لا مثيل لها في كلام المؤلفين، وما من إنسان تعامل مع الإحياء إلا ومحِسّ هذا المعنى.

bottom of page